من هذا الزمان لكمـ قصة .¸¸زهرة الخريفـــــــــ¸¸.

في غابةٍ موحشة مليئة بأشجار كثيفة شاحبة اللَّون متساقطة الأوراق
لا نرجس فيها ولا بنفسج ؛ ولا حتى طائر مغرد ؛ فقط هي للوحوش مكان ؛وللخفافيش مستقر
غابة قلبٍ خاوية ؛ لا يوجد فيها سوى طعنات وصرخات
رياح وأعاصير وأوراق شجر باردة يابسة هنا و هناك
كانت هناك فتاة في عمر الزهور تسير في هذه الغابة وحيدة وتتنقل بين أشجارها فريدة
هي لا تعلم كيف أتت؟ ولكن شاءت الأقدار أن تكون فيها!
ومنذ أن دخلت هذه الغابة ابتسامتها الصادقة رحلت وحلّت مكانها الّدموع ؛
أخذت تمشي والدموع في عينيها تتجرع مرارة الوحدة؛ خائفة من أن تطل عليها أسود الغابة ؛
أو أن تقضي عليها الفهود؛فهي كانت تعلم بأن من يسبح في أنهار هذه الغابة وحيداً فستقضي عليه التماسيح ؛الرياح تزمجر وتعصف آخذة معها الأوراق الصفراء والفتاة تسير في طريق طويل تبكي وتصرخ ولا مجيب للنداء؛،
فجأةَ ودون سابق إنذار رأت شبحاً ظنت بأنها تحلم؛
الأشباح لا وجود لها!فكيف لهذا الشبح أن يكون ؟؛ ولكنه بالفعل كان شبحاً فركضت خوفاً ؛؛ ظلت تركض والشبح خلفها يقول لها :- اركضي يا فتاتي هيا اركضي فأنا خلفك ؛؛ وهي المسكينة لم يكن أمامها إلا الهروب وفجأة اختفى هذا الشبح وظهر مكانه غزالا جميلا فاندهشت عند رؤيته فكيف لغزال جميل أن يكون في هذه الغابة الموحشة ؟ولفرحتها برؤيته فتحت باب قلبها لتخبره عن سر خوفها لعله يكون بلسماً لجروحها وما إن بدأت في الحديث حتى اختفى بسرعة البرق ليعود لها الشبح ثانياً ولتهرب من جديد وأثناء محاولتها الهروب لفت انتباهها حديقة أشبه بالخيال شدها بريق نورها فدخلتها لكنها لم تجد ولو وردة واحدة في هذه الحديقة أرادت أن تزرع الورود فنثرت البذور وسقتها وإذ بالبذرة تنمو فتصبح وردة لكن هذه الوردة التي زرعتها قد جرحتها بأشواكها فيا لها من حديقة الورود فيها أشواك !فما كان لهذه الفتاة إلا أن ترحل وأن تواصل الهرب من هذا الشبح الذي يلاحقها لعلها تجد سبيل النجاة قبل أن تصبح طعاماً للوحوش ؛ وظلت تسير بطرف كسير وقلبها من الهم مثل السعيرو تتساءل في نفسها أين أسير ؟إلى أين سأذهب ؟وماذا بعد كل هذا؟! بعد كل هذا رأت جسرا بين ضفتين كان الجسر مخيفا فأخشابه بالية وهي كانت تعلم تماما بأنها ستسقط لو خطت خطوة نحوه لكن لم يكن أمامها خيار إلا أن تتقدم نحو هذا الجسر وبالفعل سقطت وجرفها تيار الشلال وكأنها ورقة يابسة؛كان مصيرها أن يجرفها التيار إلى حفرة عميقة ظلت تصرخ إلى أن وصلت قاع الحفرة ورأت نوراً ساطعاً ليس كأي نور فهو ليس كنور تلك الحديقة الزائف بل إنه نور حقيقي ؛ خيّم على هذه الفتاة صمت رهيب وانتابها شعور غريب فأخذت تتبع ظلال هذا النور لتعرف سره وكانت على ثقة بأنها إن تاهت وظلت الطريق فإن وميض هذا النور سيرشدها وما أشد دهشتها واستغرابهاالذي كان عندما عرفت سر هذا النور كان قاع الحفرة مشعاً بنور النجوم ؛
فصرخت وقالت :يا للعجب ! كيف لنجومٍ أن تكون في قاع حفرة ومكانها في أعالي السماء ؛

فابتسمت النجوم قائلة لها :-يا فتاتي يا زهرة ؛ قولي لي كيف للزّهور أن تتفتح في الخريف؟ ؛
فقد عهدنا أن نرى الزهور تتفتح في الربيع ؛،
فقالت :- أنا لا أعلم ؛ وهل الزهر يتفتح في الخريف؟
كل ما رأيته في هذه الغابة وهذا الخريف أوراق بالية هنا وهناك ؛
فقالت لها النجوم :- وأنتِ ماذا ألستِ زهرة في هذا الخريف فرغم ما تساقطت من أوراق رغم العواصف والرياح والآلام والأشباح رغم كل ذلك إلا أنك متفتحة وعطرك فاح في كل أرجاء هذا المكان الموحش ولكن لأنَّ مكانك ليس هنا فحتى لو ولدت ِفي الخريف فلأنك زهرة فانتماؤك للربيع لذلك فلتصعدي لأعلى ستجدين طريقاً للخروج ستجدين النور هناك؛
فقالت :- ولكن أيتها النجوم كيف سأصعد؟
فأنا من خوفي أصبحت عاجزة عن المسير فهناك شبح يلاحقني في كل مكان أذهب إليه ؛
فما كان من النجوم إلا أن تقول لها :- هيا يا زهرة! فقط اصرخي بأعلى صوتك وقولي ارحل عني أيها الشبح فسيرحل لا تقولي بأنه لن يستجيب بل إنه سيخاف من شجاعتك ويرحل ؛،سيستسلم طالما أنك لن تستسلمي ولكن لو واصلتِ الهرب فسيظل يلاحقك للأبد ولكي تتخلصي منه فما عليكِ إلا أن تواجهيه بكل إصرار
فقالت الفتاة : حقا إنكِ لنجوم من الأفق يلوح وميضها؛
شكرا لكِ؛ أيتها النجوم فالآن عرفت طريقي وسبب مجيئي إلى هنا لكن أنا سأصعد والدمعة في عيني يا نجوم
صرخت النجوم : لماذا ؟ فقالت :- إن كان مكاني في الربيع فمكانك في السماء هناك في أعالي السماء فكيف سأرحل بدونك؟ ؛ عندها قالت النجوم والدموع في عينيها :- هناك حاجز يسمى القدر كان قدرنا أن نكون هنا ونحن رضينا به ولأننا نعلم كل العلم بأن الزمان هو أشرف النقاد فنحن على يقين بأنه سيأتي اليوم الذي نرجع فيه للسماء ولكن في هذا اليوم فأملنا بكِ أنتِ وبالأزهار التي ستجعل الخريف ربيعا فإن عملتِ ليصبح الخريف ربيعاً عندها سيأتي اليوم الذي نكون فيه في السماء في أعالي السماء؛فهيا يا فتاتي سيري في طريقك ولا تبالي ..

هي قصتي التي كتبتها فلا تقولوا إنها محض تخيلات طفلة لا تعرف واقع الحياة
بل إن هذه التخيلات وكل ما ورد في القصة من خريف وشبح وغزال ونجوم هي رموز من واقع نعيشه حقاً
فعجباً لحالك يا دنيا !
سأكتفي بهذا القدر على أمل أن تفهموا مغزى القصة و سر رموزهاا !

قصة جميلة وعبرة لما نعانيه في هذه الدنيا
وما نكتسبه من ذنوب من شرور اعمالنا
ولكن يبقى الامل موجود حتى نتوب
ولو اصبحنا في عمر الخريف

يسلموا مرح دمتي مبدعة متألقة
تحياتي لما خطيتي
زوزو

يسلمو مرح قصة رائعة ومعبرة كثيرا

ويبقى نهاية كل نفق ضوءتبصر بها جيدا العيون

تمنياتي لك بكل خير

اختك ندى الايام

من هذا الزمان لكمـ قصة .¸¸زهرة الخريفـــــــــ¸¸.