- الرسام
- الجنس :
عدد المساهمات : 117
نقاط : 169
الموقع : قلوب الأحبة
المزاج : رايق
24 ساعة بلا تكنولوجيا
الإثنين ديسمبر 27 2010, 18:24
فى العقود القليلة الماضية تقدمت وسائل التكنولوجيا بشكل كبير، وأصبح اعتماد الإنسان على هذه الوسائل كبيرا للدرجة التى أصبح من الصعوبة الاستغناء عنها.. ودخلت هذه الوسائل فى كل تفاصيل حياتنا.. بدءا من وقت الاستيقاظ وحتى النوم.. وأصبحنا نتعامل معها وكأنها جزء أساسى من حياتنا لن نفقده.
لكننى سأروى تجربة شخصية ربما صادفها آخرون غيرى، وهى تجربة تستحق التوقف أمامها، وتأمل ماذا حدث للإنسان عندما اعتمد فى كتير من مهام حياته على هذه التكنولوجيا.
فقد اضطرتنى ظروف ما أن أعيش لمدة 24 ساعة فى مكان لا يحتوى على أى من تكنولوجيا العصر الحديث. وكان من المتوقع أن أظل بهذا المكان لمدة ثلاث ساعات فقط حتى تتم المهمة التى حضرت من أجلها، ولذا لم يكن معى أى استعداد لمواجهة هذا الموقف الجديد، وهو أن استمر بهذا المكان لليوم التالى, وحينما اتخذت القرار بالاستمرار لليوم التالى فى نفس المكان كنت أتوقع أن هذا شىء بسيط، لكننى لم أكن أتوقع أنه أصبح من الصعوبة بمكان أن يبتعد الإنسان عن هذه التكنولوجيا.
لم يكن معى فى هذا المكان من هذه الوسائل إلا هاتفى المحمول الذى لولاه لانقطعت تماما عن العالم. وكانت تلك الساعات التى قضيتها هى لحظات تأمل فى حياة إنسان العصر الحديث، وكيف أنه يستخدم وسائل هذا العصر فى راحته وسعادته.
ساعات طويلة, أو هكذا شعرت بها، هى 24 ساعة فقط، تمر بنا كل يوم سريعا، ولا نكاد نستيقظ كل يوم حتى نجد أنفسنا نستلقى على ظهورنا استعداد للنوم بعدما مر اليوم فى لمح البصر. لكنى شعرت بأن هذا اليوم طويل جدا, فلا يوجد بالمكان أى وسيلة تساعدنى على عدم الإحساس بالوقت الذى أصبح يمر بطيئا ومملا، ولكنه ملل من نوع خاص، ملل محبب إلى النفس، يدعوك للتأمل كيف أن الإنسان أصبح أسير تكنولوجيا العصر.
تخيل نفسك فى مكان ليس به تلفزيون أو كمبيوتر أو حتى مروحة أو ثلاجة فى يوم من أيام شهر أغسطس الحار، وهو ما حدث معى فى هذا اليوم.
وبدأت أسأل نفسى عن ضرورات الأشياء فى حياتنا، فالمكان الذى عشت به هذا اللحظات لا يوجد به تلفزيون أستطيع من خلال ضغطة زر أن أتنقل بين القنوات المتعددة باحثا عن خبر جديد أو برنامج ألتقط منه معلومة، أو مادة مسلية أرفه بها عن نفسى وقت فراغى. ولا يوجد كمبيوتر يمكنه أن يبحر بى فى عالم الإنترنت حيث العالم التخيلى بلا حدود.. الذى يمكننى من التواصل مع الأصدقاء. كما يمكننى من أداء عملى دون مشقة النزول من المنزل وقيادة السيارة وسط شوارع قاهرة المعز التى أصبحت أشبه بساحة عراك بين السائقين.
لحظات التأمل امتدت حتى أظهرت شمس اليوم التالى بأسها، وأدركت حاجتى للمروحة لعلها تساعدنى على إطفاء لهيب شمس أغسطس القائظ، وحاجتى إلى سخان المياه لكى أنعش جسدى بحمام ساخن يعيد النشاط إلى بدنى الذى أرهقه الحر والخمول, أو الثلاجة لكى أرتشف كوبا من الماء المثلج.
وحتى هاتفى المحمول الذى كان صلتى بالعالم فرغ الشحن من بطاريته، لكى يكمل دائرة الانقطاع عن كل ما هو حديث.
ما أطمع الإنسان.. وما أشد طمعه يوما بعد يوم، فكم هى أشياء بسيطة حولنا نستخدمها كل يوم, ولا ندرك قيمتها إلا حينما نفقدها.
لكن رغم حاجتنا إلى أى شىء نستخدمه، يجب ألا يصبح الإنسان أسيرا لهذا الشىء، وهذه التجربة التى مررت بها خلال 24 ساعة أثبتت أن الإنسان يحتاج بالفعل إلى تكرارها. فما أجمل أن تعيش لحظات تأمل دون أعباء.. وما أجمل من ألا تشعر بضغط العمل وأنت تسابق الزمن فى عملك. ما أجمل أن تعيش لحظات لا تفكر فيها إلا فى التقرب إلى الله بالصلاة وقراءة القرآن. ما أجمل أن تعيش لحظات تسترجع فيها ما مر فى حياتك من أحداث لكى تقيمها التقييم الصحيح، وتنظر إلى المستقبل بنظرة جديدة.
هى دعوة للتأمل.. والبعد عن تكنولوجيا العصر لفترة بسيطة.. ولو لمدة 24 ساعة.. شريطة أن تكون بإرادتك ولست مجبرا عليها كما حدث معى.
لكننى سأروى تجربة شخصية ربما صادفها آخرون غيرى، وهى تجربة تستحق التوقف أمامها، وتأمل ماذا حدث للإنسان عندما اعتمد فى كتير من مهام حياته على هذه التكنولوجيا.
فقد اضطرتنى ظروف ما أن أعيش لمدة 24 ساعة فى مكان لا يحتوى على أى من تكنولوجيا العصر الحديث. وكان من المتوقع أن أظل بهذا المكان لمدة ثلاث ساعات فقط حتى تتم المهمة التى حضرت من أجلها، ولذا لم يكن معى أى استعداد لمواجهة هذا الموقف الجديد، وهو أن استمر بهذا المكان لليوم التالى, وحينما اتخذت القرار بالاستمرار لليوم التالى فى نفس المكان كنت أتوقع أن هذا شىء بسيط، لكننى لم أكن أتوقع أنه أصبح من الصعوبة بمكان أن يبتعد الإنسان عن هذه التكنولوجيا.
لم يكن معى فى هذا المكان من هذه الوسائل إلا هاتفى المحمول الذى لولاه لانقطعت تماما عن العالم. وكانت تلك الساعات التى قضيتها هى لحظات تأمل فى حياة إنسان العصر الحديث، وكيف أنه يستخدم وسائل هذا العصر فى راحته وسعادته.
ساعات طويلة, أو هكذا شعرت بها، هى 24 ساعة فقط، تمر بنا كل يوم سريعا، ولا نكاد نستيقظ كل يوم حتى نجد أنفسنا نستلقى على ظهورنا استعداد للنوم بعدما مر اليوم فى لمح البصر. لكنى شعرت بأن هذا اليوم طويل جدا, فلا يوجد بالمكان أى وسيلة تساعدنى على عدم الإحساس بالوقت الذى أصبح يمر بطيئا ومملا، ولكنه ملل من نوع خاص، ملل محبب إلى النفس، يدعوك للتأمل كيف أن الإنسان أصبح أسير تكنولوجيا العصر.
تخيل نفسك فى مكان ليس به تلفزيون أو كمبيوتر أو حتى مروحة أو ثلاجة فى يوم من أيام شهر أغسطس الحار، وهو ما حدث معى فى هذا اليوم.
وبدأت أسأل نفسى عن ضرورات الأشياء فى حياتنا، فالمكان الذى عشت به هذا اللحظات لا يوجد به تلفزيون أستطيع من خلال ضغطة زر أن أتنقل بين القنوات المتعددة باحثا عن خبر جديد أو برنامج ألتقط منه معلومة، أو مادة مسلية أرفه بها عن نفسى وقت فراغى. ولا يوجد كمبيوتر يمكنه أن يبحر بى فى عالم الإنترنت حيث العالم التخيلى بلا حدود.. الذى يمكننى من التواصل مع الأصدقاء. كما يمكننى من أداء عملى دون مشقة النزول من المنزل وقيادة السيارة وسط شوارع قاهرة المعز التى أصبحت أشبه بساحة عراك بين السائقين.
لحظات التأمل امتدت حتى أظهرت شمس اليوم التالى بأسها، وأدركت حاجتى للمروحة لعلها تساعدنى على إطفاء لهيب شمس أغسطس القائظ، وحاجتى إلى سخان المياه لكى أنعش جسدى بحمام ساخن يعيد النشاط إلى بدنى الذى أرهقه الحر والخمول, أو الثلاجة لكى أرتشف كوبا من الماء المثلج.
وحتى هاتفى المحمول الذى كان صلتى بالعالم فرغ الشحن من بطاريته، لكى يكمل دائرة الانقطاع عن كل ما هو حديث.
ما أطمع الإنسان.. وما أشد طمعه يوما بعد يوم، فكم هى أشياء بسيطة حولنا نستخدمها كل يوم, ولا ندرك قيمتها إلا حينما نفقدها.
لكن رغم حاجتنا إلى أى شىء نستخدمه، يجب ألا يصبح الإنسان أسيرا لهذا الشىء، وهذه التجربة التى مررت بها خلال 24 ساعة أثبتت أن الإنسان يحتاج بالفعل إلى تكرارها. فما أجمل أن تعيش لحظات تأمل دون أعباء.. وما أجمل من ألا تشعر بضغط العمل وأنت تسابق الزمن فى عملك. ما أجمل أن تعيش لحظات لا تفكر فيها إلا فى التقرب إلى الله بالصلاة وقراءة القرآن. ما أجمل أن تعيش لحظات تسترجع فيها ما مر فى حياتك من أحداث لكى تقيمها التقييم الصحيح، وتنظر إلى المستقبل بنظرة جديدة.
هى دعوة للتأمل.. والبعد عن تكنولوجيا العصر لفترة بسيطة.. ولو لمدة 24 ساعة.. شريطة أن تكون بإرادتك ولست مجبرا عليها كما حدث معى.
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى