- ملاكـ الحب
- بلدي: :
الجنس :
عدد المساهمات : 152
نقاط : 209
المزاج : رايقه
حوار مع ابليس(ارجو القرائه بتركيز)
الإثنين يناير 03 2011, 17:22
لم تكن الساعة قد تجاوزت منتصف الليل بدقيقة او اثنتين عندما دخلت الى غرفتى واغلقت بابها خلفى وخلعت ثيابى وارتديت ثياب النوم ودلفت الى سريرى ودسست نفسى فية والتقطت من جانبى روايتى المفضلة ارض النفاق للكاتب الكبير يوسف السباعى ...واخذت اقرأ فية حتى يغالبنى النوم ..ولم تمضى نصف ساعة على حالى هذا حتى احسست ان هناك من يجلس على الاريكة المواجهة لى نظرت الى باب الغرفة فوجدتة مغلقا ...رفعتى راسى فرايت رجلا يصعب تحديد عمره ملابسة توحى بانه كان من اصل طيب ولكن جار علية الزمن ..كيف دخل لست اعرف .....سالتة فى خوف : من انت ؟
قال فى ادب : انا ابليس.
قلت : لو قرات اية من القران هل تنصرف؟
قال ابليس : لو قراتها بصدق ...انصرف على الفور.
قلت :هل تحرقك الاية .
قال ابليس : لكى تحرقنى الاية لابد ان تعمل بها انت اولا .
قلت : لن اقراها ..اريد ان اتحدث معك ...كيف دخلت ..اقصد كيف جئت .. اعنى هل انت موجود فعلا فوق الاريكة ام انك مجرد فكرة فى ذهنى فقط .
قال ابليس : لا تعقد الامور ..انت بالفعل عقلك ضيق .. لا فرق بين عقلك وقالب الطوب فى الرصيف المكسور امام منزلك .
قلت : هذه نكتة فى لغتنا ...تقول ان عقلى مثل الحجر .هل تمزح معى.
قال ابليس : انا لاامزح ابدا ...لم اضحك من يوم ان طردت من رحمة الله .
قلت : فرصة طيبة جدا اننى رايتك ...من زمن وانا احلم ان ادردش معك .
قال ابليس : انا اشعر بالضجر مثلك ...فقلت ازورك .
قلت : التقيت رغبتنا فى الدردشة ...فى حياتك الاف الاشياء الغامضة التى احب ان اعرف تفسير لها .
قال ابليس : ليس فى حياتى شىء من الغموض ..الغموض هذا صفة انسانية .
قلت : هل تعتقد انك واضح بالفعل :
قال ابليس : انا واضح كل الوضوح ..لقد اعلنت رفضى منذ البداية...اعلنتة امام الله...هل يجرؤ احد من البشر ان يعلن رفضة امام اى سلطان من سلاطين الارض ...اى شىء تراه غامض في .
قلت : اننا نقدر صراحتك كثيرا .ولكلنك بعد ذلك تتخفى فى الالف الصور والاشكال ولا تتقدم بهذا الوضوح للناس.
قال ابليس : هذه اصول المهنة .تكنولوجيا الوسوسة ..لقد تقدمت العلوم فهل تريد ان اقف مكانى ليسبقنى الخير ..اى شىء تريدنى ان اوضحة لك بعد ذلك.
قلت : اريد توضيح لسؤالى ..هل انت موجود فعلا ان مجرد فكرة فى راسى؟
قال ابليس : ايهما اهم .ان اكون موجودا فى الدنيا ولا تعرف عنى شىء .ام اكون موجودا فى ذهنك وليس لى وجود خارجة.
قلت : انت تسال اسالة غريبة ..هل انت جسد ام فكرة .
قال ابليس :انتا مجادل كابناء عدوى القديم ...فى الدنيا الاف الاجساد بغير افكار هل تعتقد ان لها اى قيمة ..وهناك افكار ليس لها وجود اليوم ولكنها لها فائدة عظمى ربما تتجسد بعد الف سنة او بعد لحظه واحدة .
قلت : انت تتفلسف على ...ولكنى لن اعترض على كلامك هذا ..ولكنى اريد ان اسالك عن شىء اخر ..كثيرا ما فكرت فى طفولتك .هل كانت لك طفولة مثل باقى المخلوقات ..اقصد كباقى الافكار .
قال ابليس : لكل مخلوق طفولتة .
قلت : هل كنت طفلا شقيا ؟
قال ابليس : على العكس ..كنت اهدأ طفل فى مدرسة الجن الابتدائية المشتركة ..كانت اياما جميلة تعلمت فيها الكبرياء منذ نعومه اصابعى ...فى ذات يوم رفضت ان اجيب على امتحان فى الحساب ..سلمت ورقتى سوداء بغير اجابة ..وسالنى الممتحن : هل تعلم اجابة الامتحان ؟ ..قلت له : نعم اعلمها ...قال لماذا لم تجب اذن ؟ ...قلت : انا خير منه .انا خير من الممتحن الذى وضع اسالة الامتحان .فهذى اسالة ساذجة لا تكشف عن شىء .
قلت لابليس : وهل اخذت صفرا فى الامتحان ؟
قال ابليس : لم اكن مهتما بالنتائج كثيرا ..كان اخطر ما يهمنى ان اسجل موقفى من الممتحن .
قلت لابليس : نسيت ان اسالك اهم سؤال ..لماذا لم تسجد لادم ؟
تقلص وجة الشيطان بالم رهيب حين ذكرت اسم ادم امامه ,وشجعنى شحوب وجهة المفاجىء على الاستمرار فى الحديث فقلت له : لقد اوحلتنا فى الدنيا وضيعت علينا الجنة ..وافقدت نفسك مستقبلك فى ذات الوقت ....ساعتبرك صديقا وارفع الكلفة بيننا واقول لك (الله يلعنك فقد تسببت فى اخراجنا من الجنة ).
قال ابليس : لسانك طويل كابناء قومك ..ولا اعتبر نفسى صديقك ..انما اعتبرك من اتباعى حين تتبعنى ...ولذلك فانى ارفض رفع الكلفة بينى وبينك واذا لم تقدم لى اعتذارا على الفور فسوف انسحب.
قلت : يا طاووس الجن السابق ..انا اسف ..لم اكن اعرف انك بهذا الكبرياء المخيف ..وتنقصك روح الفكاهه لهذا الحد ..لذا كنت اهزر معك يا ابليس.
قال ابليس : ارجوك ان تضيف كلمة سيد الى اسمى ولا تنطقة مجردا لقد كنت سيدا حقيقيا قبل خلق ابيك .
قلت : هل تعتقد بالفعل انك افضل من سيدنا ادم ؟
قال : ادم سيدك انت وحدك .
قلت : لم تجب سؤالى بعد ؟
قال ابليس : مسالة اينا افضل ,انا ام ادم , مسألة فصل فيها خالقنا وهى مسالة معقدة بالنسبة لى ..قبل خلق ادم كنت مشروعا جليلا ..وبعد خلقة والامر بالسجود له صرت مشروعا يختلف ..صرت مجرد فكرة تتبع ادم .
قلت : اضعت مستقبلنا وبسببك خرجنا من الجنة .
قال ابليس : بسببكم طردت من رحمة الله .
قلت : لماذا لم تسجد فتريحنا وتريح نفسك .
قال ابليس : كنت اجرب حريتى .
قلت : كان الله سبحانة وتعالى يستطيع ان يحولك الى تراب قبل ان تمتنع عن السجود لادم .
قال ابليس : لو ان الله قتلنى قبل ان ارفض السجود لادم لعرفت ان الله يحبنى ..غير اننى اعرف ان الله لا يحبنى ..الله يعطى الحرية لكل مخلوقاتة من يحبهم ومن يكرهم ..ان الله ليس سلطانا من سلاطين الارض الظالمين الذين يحبسون من يرفض اوامرهم ..ان الله اكبر واعظم .
قلت : هذا كلام مؤمنين يا سيد ابليس ..هل بلغ نفاقك هذا الحد ... ان تكون شيطان وتتكلم كلام مؤمنين ؟
قال ابليس : لست منافقا ..انا لو كنت منافقا لسجدت لادم ..وانا مؤمن بالله ولكنى لست مؤمنا بادم ..من كان فى مثل مكانى لابد ان يؤمن بالله لانه راى عظمتة غير انه يعتبر كافرا حين يعصى اى امر لله ...اعلم ان معنى الايمان يختلف من جنس الى جنس.. بالنسبة للجن هو مفهوم معين ..وبالنسبة لابناء ادم هو مفهوم اخر ..عندنا نحن الجن نؤمن بوجود الخالق لاننا نعاين قدرتة ولا نستطيع المماراة او انكارها ...الكافر عندكم هو الذى ينكر وجود الله او يعبد غير الله ..اما الكافر عندنا هو من يعصى لله امرا ..وعندكم العصيان له توبة تجعلة كان لم يكن ...وعندنا العصيان يعنى فصل نهائى من رحمة الله ولا توبة فية .
قلت فى مرارة : اخرجتنا من الجنة ؟
قال ابليس : انا افهم فكرك البيروقراطى هذ1 ...هل كنت تريد ان ترث الجنة ..هل تتصور ان الجنة تكية للمتسكعين امثالك ...كم اود ان اضحك غير اننى عاجز .
قلت : لماذا لا تضحك .
قال ابليس : لا اعرف كيف اضحك ..فمى لا يطاوعنى على الضحك ..حتى البكاء لا استطيع ان ابكى فملامحى تتجمد عندما اريد البكاء .
قلت : سوف اسالك سؤال محرج قليلا ولكنك سوف تعذرنى ...لماذا تختار دائما تلك المهنة السخيفة ..اقصد موضوع النساء والرجال وخصوصا الشباب منهم وما يحدث بينهم من قذارة بسببك ومعصية لله عز وجل ..انت تفهم قصدى ؟
قال ابليس : تاكدت الان انك لست ذكيا ..انا شيطان من الدرجة الثانية ..وهذا الذى تتحدث عنه من عمل شياطين الكتبة فى الدرجة الحادية عشر .. الشياطين الظهراوات ,هم المكلفين بموضوع المرأة .
نظرت الى عينية وتفرستها فى اهتمام ثم قلت له متسائلا : لماذا يبدو فى عينيك هذا الوهج المتكبر الحزين ؟
قال ابليس : لانة لا امل عندى فى رحمة الله .
قلت : اهذا كل ما يحزنك .
قال ابليس : انت لم تعرف ماذا تعنى رحمة الله ..انها اعظم شىء فى الوجود لم تعرف انت قيمتها حتى الان رغم انك متمتع بها طوال حياتك وحتى بعد مماتك ...اما انا فقد طردت من رحمة الله والى الابد .
وضعت كتاب ارض النفاق الى جانبى ورحت اراقب ابليس ...كان قد استراح فى جلستة وبدأ يتصرف كانة فى بيتة ..وضع ساقا فوق ساق وعقد يدية على صدرة وراح يتاملنى بنظرات حزينة ..نوع غريب من الحزن الذى لا يمكن فهمه انسانيا ...ما اغرب هذا المخلوق المسمى ابليس ..خلق ابن ادم بطبيعة يستطيع التعامل بها مع الخير والشر ...مع الفضيلة والرزيلة ..لطفة انه واسع الافق ..اما ابليس وابنائة فهم جامدون رجعيون لا يتعاملون الا مع الشر ....يستطيع ابن ادم مهما بلغ به الشر ان يقول (لقد بكيت يوما خوفا من الله) اما ابليس فلا يستطيع ان يذكر لنفسة عمل خير واحد ....اخفيت كل مشاعرى داخل عقلى وقلت لابليس : يتحدث الناس عن انتشار الشر هذه الايام ...اريد ان اعرف منك هل الشر يزيد ام ينقص ؟
قال ابليس : يخضع الشر لقانون العرض والطلب ..احيانا يزيد واحيانا ينقص ..فى كل زمان يقول المصلحون ان الشر قد زاد ..ويقول المفسدون ان الشر قد نقص والاثنان على خطأ.
قلت : وانت تبذل مجهودا لكى يزيد الشر ..هذه مهنتك اليس كذلك .
قال : نحن نعرض ما عندنا من بضاعة .. الكفر والشرك والنفاق والكذب والخسة والرشوه ..الى اخر الشرور...نعرض ما عندنا ونتفنن فى عرضة ...ولكننا لا نجبر احد علية ..ليس لنا على الناس سلطان القهر او الالزام .. قال ابونا ابليس (ما كان لى عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لى )...نحن ندعو فقط ..وامثالك يقبلون على ما نعرض... ان تهيئة الظروف هى عملنا .
قلت له : ما دمنا نتكلم عن تهيئة الظروف ..فلنعود الى موضوع النساء والرجال وتهيئة الظروف لذلك .
قال ابليس : ذهنك متخلف حقا ومتمركز حول موضوع النساء والرجال ..هذه سمة من سمات التخلف العقلى والعاطفى ..قلت لك ان هذا من عمل الشياطين غير لمثبتين على درجة ...هذا موضوع تافه .
قلت : قد لا يهمك الموضوع لكنة يهمنى ..هل تمانع فى الحديث عنة .
قال : ابدا .
قلت : هل تعتقد ان النساء هن المسئولات ام الرجال ..اقصد ..هل تظن .....
قاطعنى ابليس قائلا : هل تعرف انى اعجب احيانا لنفاق ابن ادم ...وقدرتة على مسح ذنوبة فى ذقننا نحن . او ذقن النساء.. .يقول الرجل لابنه عندما يكبر (اتلحلح يا ولد , وصادق فتايات ولا تكن مثل القفل ) ونفس الرجل نجدة يقول لابنتة (اذبحك لو رايتك تكلمين احدا او تنظرين من الشباك ) حتى المجتمع ذاتة يرتكب الرجل ذنوبة فيقول عنة المجتمع انة دبور وجدع ومقطع السمكة وديلها ..اما اذا اخطات المرأة ولو مرة واحدة فيقول عنها المجتمع انها ساقطة ويلبسها ثوب العار ...ويتزوج لرجل فيسمح لنفسة بالحرية المطلقة فى نفس الوقت الذى يطالب فية زوجتة بالوفاء والاخلاص ...لم يزل الرجل فى المجتمعات المتخلفة يرى اخطائة حلال واخطاء المرأة حرام .
قلت له : انت تدافع عن النساء وكانك امراة .
قال : انت فهمتنى خطأ ...انا لا ادافع عن احد المراة والرجل عدوان لى ...كل ما فى الام ان تطور العمر بالشيطان يجعله يضع يدية على اشياء جديدة ..مثالها هذا النفاق الذى يحيرنا .
قلت : لا يبدو انك راض عن عملك ... الا تجد اى لذة فى العمل .
قال : العمل هو العمل فى كل مكان ..مسئوليات ومتاعب ..ان ماساتى الخاصة اننى رفضت السجود لرجل ...فاذا بى اصير تابعا له ولا اشغل نفسى الا بة ...اى بؤس هذا ؟
قلت لابليس : لماذا لم تحاول ان تنسى ؟
قال : انسا..هل جننت ..ان مرور الوقت يزيد الحادث رسوخا فى ذهنى ويزيد قلبى وجعا ...انا مخلوق لا امل لى فى رحمة الله ...ان فكرة انعدام الامل فى رحمة الله تطلق مواهبى لكى انتقم .
قلت : الم تفكر ابدا يا سيد ابليس فى ان رفض ابيك السجود لادم كان مقدا من قبل ومعروفا ؟
قال : انت تقصد الوجة الثانى من الماساة ...وهو اللعنة .
قلت : لا افهمك .
قال : هذا ما افكر فيه طيلة الوقت كان الله يعلم اننى سارفض السجود ...ساتحول الى الشر المحض ..لو علمت انا ان الله يعلم بما سيكون ..فربما كان لى تصرفا اخر ....ان الماساة ان الله يعلم ما بنفسى وانا لا اعرف ما فى نفسة .
قلت : اكنت تتحايل على الخالق .
قال : لقد تصورت اننى تحايلت بعبادتى الاف السنين حتى وصلت الى مرتبة الوقوف مع الملائكة ..كنت واهما ..كان الله يعلم ان فى نفسى خيطا من الرياء وانا اعبده ..كان يعرف اننى اعبدة لاترقى لم اكن اعبده لذاتة ...وانما عبدتة بسبب ما تمنحة العبادة من كبرياء ومجد ..كان هذا شىء لا تعرفة زوجتى ولا يعرفة اصدق اصدقائى ..ولكن الخالق عرفة .
قلت : يقولون فى الحواديت انك ضحكت على عقل حواء ..وهى اقنعت ادم بالاكل من الشجرة .
قال : انا لا اعرف حواء ..انا الذى اقنعت ادم .
قلت : وكيف اقنعتة .
قال : بعثت له موجة تتمثل فى شكل سؤال ..لماذا نهاك الله ان تاكل من هذه الشجرة ...من تظلم لو اكلت من هذة الشجرة ..هل تظلم نفسك ام تظلم الشجرة ؟
قلت : وبعدين .
قال : ظل ادم بعقلة البشرى يتساءل ويفكر ويحار ...حتى اذا نضجت الفكرة فى عقلة قلت له (ان الله نهاك عن الاكل من الشجرة حتى لا تكون ملاكا خالدا .
قلت له : وهل صدق ادم هذا ؟
قال : عيب ادم انه ادم ..طبيعتة تم تركيبها من مادة الطين وروحة نفحة من الله ...والصراع بين الطين والجلال لا ينتهى ..وليس ضرورى ان يهزم الجلال الطين ...ما اعظم المعارك الذى سيخوضها الطين وينتصر ضد اعظم ما فى الوجود من قيم ...هذه هى مهمتى .
قلت : هل صدق ادم ان الله نهاه عن الاكل من الشجرة حتى لا يكون ملاكا مخلدا .
قال ابليس : نعم ..صدق ادم هذا الكلام ..ادم انسان ..ومشكلتة الاولى انه مخلوق كتب علية الموت ..والخلود رغبة مشتهاة ..وادم صنع من الطين ..ومشكلتة انه يريد ان يتحول الى النور الذى صنعت منة الملائكة ..وهذه رغبة مشتهاة هى الاخرى .
قلت : ثم ؟
قال ابليس : ثم يصدق ..على الفور .. وبلا تردد..ربما يتردد ..ربما يفكر ..ربما يخاف ..ربما ينشب الصراع فى قلبة ..لكنة سوف ياكل فى النهاية من الشجرة ...ادم مخلوق ليعبد ويعصى ..اما الملائكة فقد خلقت لتعبد فقط .. اما انا فخلقت لاعصى فقط ...حتى عبادتى القديمة كانت تضاف الى رصيد سيئاتى ...وكانت عبادة الرياء والكبرياء هى السبب فيما انا فية الان .
قلت له : هل تعتبرنى متطفلا لو سالتك عن احلامك ؟
قال : احلامى ... انا لا اعرف معنى لهذة الكلمة .
قلت : اقصد امالك ؟
قال : ليست لى امال .
قلت : الجحيم هوا المكان الذى ينعدم فية الامل .
قال : انا فى الجحيم منذ الاف السنين ..هذا الفرق بيننا نحن الشياطين وبينكم ..الواحد منكم يرتكب كل البلايا والرزايا والمصائب ..ثم يبكى ويتوب فى العشر الاوخر من شهر رمضان ..فيقبل الله توبتة ..ويذهب عملنا هدرا الذى نبنية نحن فى سنة تقومون انتم بهدمة فى العشر الاواخر من شهرر مضان بمنتهى البساطة .
قلت : الم تبكى يوما؟
قال : ادفع نصف ملكى مقابل دمعة واحدة ...ان البكاء توبة ...وباب التوبة قد اغلق امامنا ونهائيا ..اغلقة جدنا ابليس علية اللعنة .
قلت لابليس : ما هو اخطر عمل تحقق فية ذاتك ...وتشعر انه من اعظم الاعمال التى تستحق التقدير من جدك ابليس .
قال ابليس : عملى الاساسي هو اعطاء الناس صوة خاطئة عن الله ...هو حمل الياس اليهم من رحمة الله ففقد الامل فى رحمة الله هو اكبر المصائب واعظم البلايا لان من يفقد الامل فى رحمة الله سيصبح مثلنا ونحن نريد ذلك .
فكرت كثيرا فى كلامة ثم اطرقت برأسى الى الارض وقلت فى مرارة شديدة : اخرجتنا من الجنة .
قال ابليس : وانتم اخرجتونا من رحمة الله ..ما قيمة الجنة جوار رحمة الله .
قلت له : اراك تتململ وتستعد للانصراف الن تنتظر قليلا .
قال : الانتظار سيعطلنى كثيرا عن عملى وهو معصية الله ..انتم تنتظرون كثيرا لانكم لا تدركون اهمية وقتكم فى طاعه الله اما نحن فنعلم ما للوقت من ثمن ولهذا لا نضيعة .
قالها وانصرف على الفور لا اعرف كيف ولكنى لم اراة امامى اختفى ...اما انا فقد اخذت اراجع كل كلمة دارت بيننا واضع خطوطا تحت جمل ارى انها اهم ما دارت بيننا ...وحلمت كثيرا ان يزورنى مرة اخرى لكى يفسر لى بعض الاشياء الاخرى التى تحيرنى ....ثم لملمت نفسى انا الاخر وغصت فى فراشى وكانى اريد الهروب من كل شىء .
قال فى ادب : انا ابليس.
قلت : لو قرات اية من القران هل تنصرف؟
قال ابليس : لو قراتها بصدق ...انصرف على الفور.
قلت :هل تحرقك الاية .
قال ابليس : لكى تحرقنى الاية لابد ان تعمل بها انت اولا .
قلت : لن اقراها ..اريد ان اتحدث معك ...كيف دخلت ..اقصد كيف جئت .. اعنى هل انت موجود فعلا فوق الاريكة ام انك مجرد فكرة فى ذهنى فقط .
قال ابليس : لا تعقد الامور ..انت بالفعل عقلك ضيق .. لا فرق بين عقلك وقالب الطوب فى الرصيف المكسور امام منزلك .
قلت : هذه نكتة فى لغتنا ...تقول ان عقلى مثل الحجر .هل تمزح معى.
قال ابليس : انا لاامزح ابدا ...لم اضحك من يوم ان طردت من رحمة الله .
قلت : فرصة طيبة جدا اننى رايتك ...من زمن وانا احلم ان ادردش معك .
قال ابليس : انا اشعر بالضجر مثلك ...فقلت ازورك .
قلت : التقيت رغبتنا فى الدردشة ...فى حياتك الاف الاشياء الغامضة التى احب ان اعرف تفسير لها .
قال ابليس : ليس فى حياتى شىء من الغموض ..الغموض هذا صفة انسانية .
قلت : هل تعتقد انك واضح بالفعل :
قال ابليس : انا واضح كل الوضوح ..لقد اعلنت رفضى منذ البداية...اعلنتة امام الله...هل يجرؤ احد من البشر ان يعلن رفضة امام اى سلطان من سلاطين الارض ...اى شىء تراه غامض في .
قلت : اننا نقدر صراحتك كثيرا .ولكلنك بعد ذلك تتخفى فى الالف الصور والاشكال ولا تتقدم بهذا الوضوح للناس.
قال ابليس : هذه اصول المهنة .تكنولوجيا الوسوسة ..لقد تقدمت العلوم فهل تريد ان اقف مكانى ليسبقنى الخير ..اى شىء تريدنى ان اوضحة لك بعد ذلك.
قلت : اريد توضيح لسؤالى ..هل انت موجود فعلا ان مجرد فكرة فى راسى؟
قال ابليس : ايهما اهم .ان اكون موجودا فى الدنيا ولا تعرف عنى شىء .ام اكون موجودا فى ذهنك وليس لى وجود خارجة.
قلت : انت تسال اسالة غريبة ..هل انت جسد ام فكرة .
قال ابليس :انتا مجادل كابناء عدوى القديم ...فى الدنيا الاف الاجساد بغير افكار هل تعتقد ان لها اى قيمة ..وهناك افكار ليس لها وجود اليوم ولكنها لها فائدة عظمى ربما تتجسد بعد الف سنة او بعد لحظه واحدة .
قلت : انت تتفلسف على ...ولكنى لن اعترض على كلامك هذا ..ولكنى اريد ان اسالك عن شىء اخر ..كثيرا ما فكرت فى طفولتك .هل كانت لك طفولة مثل باقى المخلوقات ..اقصد كباقى الافكار .
قال ابليس : لكل مخلوق طفولتة .
قلت : هل كنت طفلا شقيا ؟
قال ابليس : على العكس ..كنت اهدأ طفل فى مدرسة الجن الابتدائية المشتركة ..كانت اياما جميلة تعلمت فيها الكبرياء منذ نعومه اصابعى ...فى ذات يوم رفضت ان اجيب على امتحان فى الحساب ..سلمت ورقتى سوداء بغير اجابة ..وسالنى الممتحن : هل تعلم اجابة الامتحان ؟ ..قلت له : نعم اعلمها ...قال لماذا لم تجب اذن ؟ ...قلت : انا خير منه .انا خير من الممتحن الذى وضع اسالة الامتحان .فهذى اسالة ساذجة لا تكشف عن شىء .
قلت لابليس : وهل اخذت صفرا فى الامتحان ؟
قال ابليس : لم اكن مهتما بالنتائج كثيرا ..كان اخطر ما يهمنى ان اسجل موقفى من الممتحن .
قلت لابليس : نسيت ان اسالك اهم سؤال ..لماذا لم تسجد لادم ؟
تقلص وجة الشيطان بالم رهيب حين ذكرت اسم ادم امامه ,وشجعنى شحوب وجهة المفاجىء على الاستمرار فى الحديث فقلت له : لقد اوحلتنا فى الدنيا وضيعت علينا الجنة ..وافقدت نفسك مستقبلك فى ذات الوقت ....ساعتبرك صديقا وارفع الكلفة بيننا واقول لك (الله يلعنك فقد تسببت فى اخراجنا من الجنة ).
قال ابليس : لسانك طويل كابناء قومك ..ولا اعتبر نفسى صديقك ..انما اعتبرك من اتباعى حين تتبعنى ...ولذلك فانى ارفض رفع الكلفة بينى وبينك واذا لم تقدم لى اعتذارا على الفور فسوف انسحب.
قلت : يا طاووس الجن السابق ..انا اسف ..لم اكن اعرف انك بهذا الكبرياء المخيف ..وتنقصك روح الفكاهه لهذا الحد ..لذا كنت اهزر معك يا ابليس.
قال ابليس : ارجوك ان تضيف كلمة سيد الى اسمى ولا تنطقة مجردا لقد كنت سيدا حقيقيا قبل خلق ابيك .
قلت : هل تعتقد بالفعل انك افضل من سيدنا ادم ؟
قال : ادم سيدك انت وحدك .
قلت : لم تجب سؤالى بعد ؟
قال ابليس : مسالة اينا افضل ,انا ام ادم , مسألة فصل فيها خالقنا وهى مسالة معقدة بالنسبة لى ..قبل خلق ادم كنت مشروعا جليلا ..وبعد خلقة والامر بالسجود له صرت مشروعا يختلف ..صرت مجرد فكرة تتبع ادم .
قلت : اضعت مستقبلنا وبسببك خرجنا من الجنة .
قال ابليس : بسببكم طردت من رحمة الله .
قلت : لماذا لم تسجد فتريحنا وتريح نفسك .
قال ابليس : كنت اجرب حريتى .
قلت : كان الله سبحانة وتعالى يستطيع ان يحولك الى تراب قبل ان تمتنع عن السجود لادم .
قال ابليس : لو ان الله قتلنى قبل ان ارفض السجود لادم لعرفت ان الله يحبنى ..غير اننى اعرف ان الله لا يحبنى ..الله يعطى الحرية لكل مخلوقاتة من يحبهم ومن يكرهم ..ان الله ليس سلطانا من سلاطين الارض الظالمين الذين يحبسون من يرفض اوامرهم ..ان الله اكبر واعظم .
قلت : هذا كلام مؤمنين يا سيد ابليس ..هل بلغ نفاقك هذا الحد ... ان تكون شيطان وتتكلم كلام مؤمنين ؟
قال ابليس : لست منافقا ..انا لو كنت منافقا لسجدت لادم ..وانا مؤمن بالله ولكنى لست مؤمنا بادم ..من كان فى مثل مكانى لابد ان يؤمن بالله لانه راى عظمتة غير انه يعتبر كافرا حين يعصى اى امر لله ...اعلم ان معنى الايمان يختلف من جنس الى جنس.. بالنسبة للجن هو مفهوم معين ..وبالنسبة لابناء ادم هو مفهوم اخر ..عندنا نحن الجن نؤمن بوجود الخالق لاننا نعاين قدرتة ولا نستطيع المماراة او انكارها ...الكافر عندكم هو الذى ينكر وجود الله او يعبد غير الله ..اما الكافر عندنا هو من يعصى لله امرا ..وعندكم العصيان له توبة تجعلة كان لم يكن ...وعندنا العصيان يعنى فصل نهائى من رحمة الله ولا توبة فية .
قلت فى مرارة : اخرجتنا من الجنة ؟
قال ابليس : انا افهم فكرك البيروقراطى هذ1 ...هل كنت تريد ان ترث الجنة ..هل تتصور ان الجنة تكية للمتسكعين امثالك ...كم اود ان اضحك غير اننى عاجز .
قلت : لماذا لا تضحك .
قال ابليس : لا اعرف كيف اضحك ..فمى لا يطاوعنى على الضحك ..حتى البكاء لا استطيع ان ابكى فملامحى تتجمد عندما اريد البكاء .
قلت : سوف اسالك سؤال محرج قليلا ولكنك سوف تعذرنى ...لماذا تختار دائما تلك المهنة السخيفة ..اقصد موضوع النساء والرجال وخصوصا الشباب منهم وما يحدث بينهم من قذارة بسببك ومعصية لله عز وجل ..انت تفهم قصدى ؟
قال ابليس : تاكدت الان انك لست ذكيا ..انا شيطان من الدرجة الثانية ..وهذا الذى تتحدث عنه من عمل شياطين الكتبة فى الدرجة الحادية عشر .. الشياطين الظهراوات ,هم المكلفين بموضوع المرأة .
نظرت الى عينية وتفرستها فى اهتمام ثم قلت له متسائلا : لماذا يبدو فى عينيك هذا الوهج المتكبر الحزين ؟
قال ابليس : لانة لا امل عندى فى رحمة الله .
قلت : اهذا كل ما يحزنك .
قال ابليس : انت لم تعرف ماذا تعنى رحمة الله ..انها اعظم شىء فى الوجود لم تعرف انت قيمتها حتى الان رغم انك متمتع بها طوال حياتك وحتى بعد مماتك ...اما انا فقد طردت من رحمة الله والى الابد .
وضعت كتاب ارض النفاق الى جانبى ورحت اراقب ابليس ...كان قد استراح فى جلستة وبدأ يتصرف كانة فى بيتة ..وضع ساقا فوق ساق وعقد يدية على صدرة وراح يتاملنى بنظرات حزينة ..نوع غريب من الحزن الذى لا يمكن فهمه انسانيا ...ما اغرب هذا المخلوق المسمى ابليس ..خلق ابن ادم بطبيعة يستطيع التعامل بها مع الخير والشر ...مع الفضيلة والرزيلة ..لطفة انه واسع الافق ..اما ابليس وابنائة فهم جامدون رجعيون لا يتعاملون الا مع الشر ....يستطيع ابن ادم مهما بلغ به الشر ان يقول (لقد بكيت يوما خوفا من الله) اما ابليس فلا يستطيع ان يذكر لنفسة عمل خير واحد ....اخفيت كل مشاعرى داخل عقلى وقلت لابليس : يتحدث الناس عن انتشار الشر هذه الايام ...اريد ان اعرف منك هل الشر يزيد ام ينقص ؟
قال ابليس : يخضع الشر لقانون العرض والطلب ..احيانا يزيد واحيانا ينقص ..فى كل زمان يقول المصلحون ان الشر قد زاد ..ويقول المفسدون ان الشر قد نقص والاثنان على خطأ.
قلت : وانت تبذل مجهودا لكى يزيد الشر ..هذه مهنتك اليس كذلك .
قال : نحن نعرض ما عندنا من بضاعة .. الكفر والشرك والنفاق والكذب والخسة والرشوه ..الى اخر الشرور...نعرض ما عندنا ونتفنن فى عرضة ...ولكننا لا نجبر احد علية ..ليس لنا على الناس سلطان القهر او الالزام .. قال ابونا ابليس (ما كان لى عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لى )...نحن ندعو فقط ..وامثالك يقبلون على ما نعرض... ان تهيئة الظروف هى عملنا .
قلت له : ما دمنا نتكلم عن تهيئة الظروف ..فلنعود الى موضوع النساء والرجال وتهيئة الظروف لذلك .
قال ابليس : ذهنك متخلف حقا ومتمركز حول موضوع النساء والرجال ..هذه سمة من سمات التخلف العقلى والعاطفى ..قلت لك ان هذا من عمل الشياطين غير لمثبتين على درجة ...هذا موضوع تافه .
قلت : قد لا يهمك الموضوع لكنة يهمنى ..هل تمانع فى الحديث عنة .
قال : ابدا .
قلت : هل تعتقد ان النساء هن المسئولات ام الرجال ..اقصد ..هل تظن .....
قاطعنى ابليس قائلا : هل تعرف انى اعجب احيانا لنفاق ابن ادم ...وقدرتة على مسح ذنوبة فى ذقننا نحن . او ذقن النساء.. .يقول الرجل لابنه عندما يكبر (اتلحلح يا ولد , وصادق فتايات ولا تكن مثل القفل ) ونفس الرجل نجدة يقول لابنتة (اذبحك لو رايتك تكلمين احدا او تنظرين من الشباك ) حتى المجتمع ذاتة يرتكب الرجل ذنوبة فيقول عنة المجتمع انة دبور وجدع ومقطع السمكة وديلها ..اما اذا اخطات المرأة ولو مرة واحدة فيقول عنها المجتمع انها ساقطة ويلبسها ثوب العار ...ويتزوج لرجل فيسمح لنفسة بالحرية المطلقة فى نفس الوقت الذى يطالب فية زوجتة بالوفاء والاخلاص ...لم يزل الرجل فى المجتمعات المتخلفة يرى اخطائة حلال واخطاء المرأة حرام .
قلت له : انت تدافع عن النساء وكانك امراة .
قال : انت فهمتنى خطأ ...انا لا ادافع عن احد المراة والرجل عدوان لى ...كل ما فى الام ان تطور العمر بالشيطان يجعله يضع يدية على اشياء جديدة ..مثالها هذا النفاق الذى يحيرنا .
قلت : لا يبدو انك راض عن عملك ... الا تجد اى لذة فى العمل .
قال : العمل هو العمل فى كل مكان ..مسئوليات ومتاعب ..ان ماساتى الخاصة اننى رفضت السجود لرجل ...فاذا بى اصير تابعا له ولا اشغل نفسى الا بة ...اى بؤس هذا ؟
قلت لابليس : لماذا لم تحاول ان تنسى ؟
قال : انسا..هل جننت ..ان مرور الوقت يزيد الحادث رسوخا فى ذهنى ويزيد قلبى وجعا ...انا مخلوق لا امل لى فى رحمة الله ...ان فكرة انعدام الامل فى رحمة الله تطلق مواهبى لكى انتقم .
قلت : الم تفكر ابدا يا سيد ابليس فى ان رفض ابيك السجود لادم كان مقدا من قبل ومعروفا ؟
قال : انت تقصد الوجة الثانى من الماساة ...وهو اللعنة .
قلت : لا افهمك .
قال : هذا ما افكر فيه طيلة الوقت كان الله يعلم اننى سارفض السجود ...ساتحول الى الشر المحض ..لو علمت انا ان الله يعلم بما سيكون ..فربما كان لى تصرفا اخر ....ان الماساة ان الله يعلم ما بنفسى وانا لا اعرف ما فى نفسة .
قلت : اكنت تتحايل على الخالق .
قال : لقد تصورت اننى تحايلت بعبادتى الاف السنين حتى وصلت الى مرتبة الوقوف مع الملائكة ..كنت واهما ..كان الله يعلم ان فى نفسى خيطا من الرياء وانا اعبده ..كان يعرف اننى اعبدة لاترقى لم اكن اعبده لذاتة ...وانما عبدتة بسبب ما تمنحة العبادة من كبرياء ومجد ..كان هذا شىء لا تعرفة زوجتى ولا يعرفة اصدق اصدقائى ..ولكن الخالق عرفة .
قلت : يقولون فى الحواديت انك ضحكت على عقل حواء ..وهى اقنعت ادم بالاكل من الشجرة .
قال : انا لا اعرف حواء ..انا الذى اقنعت ادم .
قلت : وكيف اقنعتة .
قال : بعثت له موجة تتمثل فى شكل سؤال ..لماذا نهاك الله ان تاكل من هذه الشجرة ...من تظلم لو اكلت من هذة الشجرة ..هل تظلم نفسك ام تظلم الشجرة ؟
قلت : وبعدين .
قال : ظل ادم بعقلة البشرى يتساءل ويفكر ويحار ...حتى اذا نضجت الفكرة فى عقلة قلت له (ان الله نهاك عن الاكل من الشجرة حتى لا تكون ملاكا خالدا .
قلت له : وهل صدق ادم هذا ؟
قال : عيب ادم انه ادم ..طبيعتة تم تركيبها من مادة الطين وروحة نفحة من الله ...والصراع بين الطين والجلال لا ينتهى ..وليس ضرورى ان يهزم الجلال الطين ...ما اعظم المعارك الذى سيخوضها الطين وينتصر ضد اعظم ما فى الوجود من قيم ...هذه هى مهمتى .
قلت : هل صدق ادم ان الله نهاه عن الاكل من الشجرة حتى لا يكون ملاكا مخلدا .
قال ابليس : نعم ..صدق ادم هذا الكلام ..ادم انسان ..ومشكلتة الاولى انه مخلوق كتب علية الموت ..والخلود رغبة مشتهاة ..وادم صنع من الطين ..ومشكلتة انه يريد ان يتحول الى النور الذى صنعت منة الملائكة ..وهذه رغبة مشتهاة هى الاخرى .
قلت : ثم ؟
قال ابليس : ثم يصدق ..على الفور .. وبلا تردد..ربما يتردد ..ربما يفكر ..ربما يخاف ..ربما ينشب الصراع فى قلبة ..لكنة سوف ياكل فى النهاية من الشجرة ...ادم مخلوق ليعبد ويعصى ..اما الملائكة فقد خلقت لتعبد فقط .. اما انا فخلقت لاعصى فقط ...حتى عبادتى القديمة كانت تضاف الى رصيد سيئاتى ...وكانت عبادة الرياء والكبرياء هى السبب فيما انا فية الان .
قلت له : هل تعتبرنى متطفلا لو سالتك عن احلامك ؟
قال : احلامى ... انا لا اعرف معنى لهذة الكلمة .
قلت : اقصد امالك ؟
قال : ليست لى امال .
قلت : الجحيم هوا المكان الذى ينعدم فية الامل .
قال : انا فى الجحيم منذ الاف السنين ..هذا الفرق بيننا نحن الشياطين وبينكم ..الواحد منكم يرتكب كل البلايا والرزايا والمصائب ..ثم يبكى ويتوب فى العشر الاوخر من شهر رمضان ..فيقبل الله توبتة ..ويذهب عملنا هدرا الذى نبنية نحن فى سنة تقومون انتم بهدمة فى العشر الاواخر من شهرر مضان بمنتهى البساطة .
قلت : الم تبكى يوما؟
قال : ادفع نصف ملكى مقابل دمعة واحدة ...ان البكاء توبة ...وباب التوبة قد اغلق امامنا ونهائيا ..اغلقة جدنا ابليس علية اللعنة .
قلت لابليس : ما هو اخطر عمل تحقق فية ذاتك ...وتشعر انه من اعظم الاعمال التى تستحق التقدير من جدك ابليس .
قال ابليس : عملى الاساسي هو اعطاء الناس صوة خاطئة عن الله ...هو حمل الياس اليهم من رحمة الله ففقد الامل فى رحمة الله هو اكبر المصائب واعظم البلايا لان من يفقد الامل فى رحمة الله سيصبح مثلنا ونحن نريد ذلك .
فكرت كثيرا فى كلامة ثم اطرقت برأسى الى الارض وقلت فى مرارة شديدة : اخرجتنا من الجنة .
قال ابليس : وانتم اخرجتونا من رحمة الله ..ما قيمة الجنة جوار رحمة الله .
قلت له : اراك تتململ وتستعد للانصراف الن تنتظر قليلا .
قال : الانتظار سيعطلنى كثيرا عن عملى وهو معصية الله ..انتم تنتظرون كثيرا لانكم لا تدركون اهمية وقتكم فى طاعه الله اما نحن فنعلم ما للوقت من ثمن ولهذا لا نضيعة .
قالها وانصرف على الفور لا اعرف كيف ولكنى لم اراة امامى اختفى ...اما انا فقد اخذت اراجع كل كلمة دارت بيننا واضع خطوطا تحت جمل ارى انها اهم ما دارت بيننا ...وحلمت كثيرا ان يزورنى مرة اخرى لكى يفسر لى بعض الاشياء الاخرى التى تحيرنى ....ثم لملمت نفسى انا الاخر وغصت فى فراشى وكانى اريد الهروب من كل شىء .
- ندى الايام
- بلدي: :
الجنس :
عدد المساهمات : 791
نقاط : 1041
الموقع : داخل قلبي
المزاج : بعين الله
رد: حوار مع ابليس(ارجو القرائه بتركيز)
الإثنين يناير 03 2011, 22:41
يسلم مرح على موضوعك المميز بالفعل
حوار مثير لعلنا نستفاد منه
ودمتي بكل ود
حوار مثير لعلنا نستفاد منه
ودمتي بكل ود
- سندريلا
- بلدي: :
الجنس :
عدد المساهمات : 285
نقاط : 350
رد: حوار مع ابليس(ارجو القرائه بتركيز)
الثلاثاء يناير 04 2011, 14:02
مشكورة مرح موضوعك رائع
- ملاكـ الحب
- بلدي: :
الجنس :
عدد المساهمات : 152
نقاط : 209
المزاج : رايقه
رد: حوار مع ابليس(ارجو القرائه بتركيز)
الأربعاء يناير 05 2011, 00:33
ندي الايام
مرسي ياعمري علي المرور
دمتي مبدعه
مرسي ياعمري علي المرور
دمتي مبدعه
- ملاكـ الحب
- بلدي: :
الجنس :
عدد المساهمات : 152
نقاط : 209
المزاج : رايقه
رد: حوار مع ابليس(ارجو القرائه بتركيز)
الأربعاء يناير 05 2011, 00:33
سندريلا
يسلمو ياقمر علي المرور
يسلمو ياقمر علي المرور
- نغم حزين
- بلدي: :
الجنس :
عدد المساهمات : 115
نقاط : 131
الموقع : قلب حزين
المزاج : الحمد لله علي كل حال
رد: حوار مع ابليس(ارجو القرائه بتركيز)
الأربعاء يناير 05 2011, 17:27
تكرمي يامرح علي هذا الموضوع
بجد موضوع اكثر من رائع
بركتي وجعل الله اجر هذة المشاركة في ميزان حسناتك
بجد موضوع اكثر من رائع
بركتي وجعل الله اجر هذة المشاركة في ميزان حسناتك
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى